بعد مرور 13 عاماً من مجزرة الخميس الدامي في البحرين، ما زالت الذكرى الموجعة تعكس الفجوة بين النظام والشعب.
٣:٠٠ صباحًا يوم ١٧ فبراير ٢٠١١، حدث مأساوي في البحرين، وهو يوم مظلم في تاريخ البلاد. وُصف هذا اليوم بأنه “الخميس الدامي”، حيث وقعت مجزرة أدت إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء خلال ثورة سلمية. لا يزال هذا الحدث يخلف جرحًا عميقًا في قلوب الناس ويظل وصمة عار على تاريخ الحكم في البلاد.
خلال ساعات الظلام، تسللت القوات الأمنية إلى موقع التجمع في دوار اللؤلؤة وشنت هجومها الغادر، مباغتة المعتصمين وهم في أحضان النوم العميق. بلا رحمة، تمزقت خيامهم وسقط العديد تحت وطأة الأسلحة القاتلة في غضون دقائق قليلة فقط.
أربعة من الشهداء قدموا أرواحهم كتحية للحرية. الشهيد الأول، علي خضير، سقط بسلاح الشوزن المحرم دوليًا، وجسده تمزق بشظايا الظلم. أما الشهيد الثاني، محمود أبو تاكي، فاستشهد تحت نفس السلاح القاتل. وعلي المؤمن، فقد استقبلته رصاصة قاتلة تركته ينزف حتى الموت. وفي اللحظات الأخيرة، اخترقت رصاصة رأس الشهيد عيسى عبد الحسين قرب مستشفى السلمانية. وإلى جانب هؤلاء الشهداء، أصيب أكثر من مئتين وخمسين من المتظاهرين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، ممزقون بجروح تنزف دموع الظلم والقهر.
ماذا تمثل مجزرة الخميس الدامي
تقرير اللجنة البحرينية لحقوق الإنسان رصد بشاعة ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم “الخميس الدامي”، حيث أكد وجود ألف فرد من قوات الأمن المشاركين في الهجوم الوحشي. وعلى الرغم من الضجة الدولية التي أثيرت آنذاك، فإنها لم تتمكن من إجراء التحقيقات اللازمة، وبقي المجرمون خارج نطاق العقاب، متفلتين من يد العدالة.
بعد الحادث المأساوي، ألقت كبرى الشخصيات الدينية في البحرين، أية الله الشيخ عيسى قاسم، خطابًا تاريخيًا يحمل في طياته الكثير من الدروس والتوجيهات.
حتى الآن، تظل مجزرة الخميس الدامي في البحرين تمثل إحدى النماذج الواضحة للفجوة بين السلطة والشعب، وتعكس سياسة الإفلات من العقاب التي تسود في البلاد.
اللغة التي تتبع القمع والاستبداد، كان هدفها تدمير مطالب الشعب، لكن في الواقع، لعبت دورًا في تعزيز تلك المطالب وتأكيد صحتها، وفقًا لتصريحات بعض المواطنين في ذكرى المجزرة.
المصدر: قناة اللؤلؤة