التقى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم يوم الثلاثاء الموافق لـ 20 فبراير 2024 بوفد من أعضاء مجمع ممثلي طلاب وفضلاء حوزة قم العلمية في مقر إقامته.
في خطابه الموجه للوفد، أكّد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أن المسؤولية الإسلامية والإنسانية للعلماء وطلاب العلم تتزايد بصورة كبيرة ومستمرة. كما شدد سماحة الشيخ على أهمية أن يكون مستوى الإيمان والتفكير والوعي لديهم متناسباً مع تطورات العصر ومتطلبات المجتمع، مشيراً إلى أن مستقبل الأمة يعتمد بشكل كبير على مدى تطور وتفوق علمائها وطلابها في فهمهم للحقائق واكتسابهم للخبرات العملية.
أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم بأن التحديات العالمية لا تشهد تراجعًا بل تزداد تقدمًا واشتدادًا، ويتصدرها الكفر واعوانه. كما أشار إلى ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة هذا التحدي بقوة وصلابة، وأن يكون هناك تصدي قوي وفعّال لهذه القوى المعادية للقيم الدينية والإنسانية.
واضاف: “لا يمكننا توقع وجود مقاومة ناجحة بدون تشكيل جبهة علمائية قوية، وتوجيه صفوف طلابية ضخمة، مدعومة بوعي عميق وإرادة صلبة، وإيمان راسخ”. كما أكد بشدة أن إعداد الجيل الجديد من طلاب العلم بطريقة فعالة هو جوهر بناء الأمة الناجحة، وهو مفتاح وجود قوي ومنتصر في وجه التحديات.
شدد الشيخ عيسى أحمد قاسم على أن المسؤولية الإسلامية والإنسانية للعلماء وطلاب العلم تتزايد وتكبر بشكل مستمر، مشيراً إلى أنها لا تقلل أبداً بل تزداد في ثقلها وأهميتها مع مرور الوقت.
الشيخ عيسى أحمد قاسم: ايمان الجيل الجديد
كما أشار الشيخ عيسى قاسم إلى أنه كلما كان الرابط بين الجيل الجديد بالإسلام قوياً وكانت رؤيتهم وطريقهم نحوه مستنيراً بتعليم العلماء وتعلّم الطلاب، كلما زادت مسؤولية العالم والطالب.
أوضح الشيخ أن صناعة علماء الأمة تتم على مستويات متعددة وفي أجيال مختلفة، مشيراً إلى أهمية تقييم حجم العلماء ومستوى تفكيرهم وإيمانهم ووعيهم بالحالة الراهنة، ومقدار إلمامهم بالخبرة العملية. وأوضح أن مدى هذه العناصر يحدد علم الأمة وإيمانها ووعيها وخبرتها ونشاطها وحماسها للإسلام، وبمقدارها يتقدم أو يتأخر الإسلام في مجتمعه.
علاوة على ذلك، قال الشيخ أن الإسلام في ذاته قادر على الظهور ناقصًا أو كاملًا على المستوى العملي، وذلك يعتمد على مقدار التحضير والتمهيد الذي قام به علماؤه وطلاب العلم.
بينما اشار إلى أننا نواجه تحديات عالمية تقودها قوى الكفر وأعوانه، وأن هذه التحديات ليست في حالة تراجع بل في تقدم وتصاعد، حيث تتزايد خطورتها يوما بعد يوم.
كما أكّد على ضرورة وجود قوة مقاومة تتصدى لهذه التحديات المتزايدة، وأشار إلى أن هذه التحديات تزداد وتستمر في الارتفاع، معتبرًا أنه في حالة استمرار المقاومة بمستوى جامد دون تطور أو تكييف، فإنها ستواجه الفشل.
شدد الشيخ عيسى أحمد قاسم ايضاً على أن تفوق المقاومة في مواجهة التحديات المتنامية مرهون بالتطور المتواصل في جميع جوانبها. يجب أن يكون التطور في القوة، والوعي، والحركة، والإرادة، والقوة المالية، والقوة العسكرية، والترابط الاجتماعي، والالتفاف حول القيادة الصالحة.
كما أشار إلى أن التحديات كانت موجودة في الماضي ولم تتوقف في أي يوم، ولكن الجديد هو زيادة تلك التحديات وارتفاع مستواها وخطورتها. أكد أن التنامي في القوة والتحديات يتطلب مواجهة أكبر ايضاً.
آية الله قاسم : من يجب ان يقود الأمة
تساءل الشيخ عيسى أحمد قاسم عن المسؤول عن تبني دور مواجه التحديات، وهل يوجد جانب آخر غير الجانب العلمائي والطلابي يمكن أن يتصدر حركة الأمة ويقودها، وهل يمكن أن تكون قيادة الأمة آمنة في يده.
مؤكداً أنه لا يوجد جانب آخر يمكن أن يكون أكثر أمانًا وفاعلية وإيمانًا وإصرارًا في نصرة الإسلام من الجانب العلمائي والطلابي. واعتبر أن كلما انخفضت مستويات العلماء والطلاب الدينية، انخفضت مستويات الأمة بأسرها.
كما أشار إلى ضرورة أن تكون المعرفة بالإسلام دائمًا متكاملة وشاملة، حيث يجب أن نفهم الإسلام في جوانبه الروحية والدنيوية، وأن العلماء يبذلون جهودًا متواصلة في هذا المجال. لكن في بعض الأحيان، يكون هذا الجهد غير مدرك للجوانب العملية والموضوعية للإسلام، مما يؤدي إلى نقص في فهمه.
شدد ايضاً على أن إعداد الجيل الجديد من طلاب العلم بشكل فعّال يعني إعداد الأمة للنجاح والتقدم، ويعني إعداد وجود قوي ومنتصر في وجه التحديات. أكد بأنه من غير الممكن أن يكون هناك مقاومة ناجحة بدون وجود جيش كبير من العلماء والطلبة، وبدون وجود وعي شديد، وإرادة قوية، وإيمان عميق.
“وأكد لأعضاء مجمع ممثلي طلاب وفضلاء حوزة قم العلمية أنّ ‘هذه مسؤوليتكم إخوتي الكرام’. وأضاف أنهم أعرفون بهذه الوظيفة وهذه المسؤولية، حيث يعيشون التجربة ويخوضونها عملياً، مشيراً إلى أن العلم يُستنبط منهم في هذا المجال، وأنهم ليسوا مُجرد متلقين للمعرفة بل هم الذين يسهمون في بناءها وتطويرها.”
ختم الشيخ عيسى أحمد قاسم خطابه قائلاً: “ان طلاب اليوم هم علماء الغد، لذلك فهم أمانة بيدكم. بعبارة اخرى فان علماء المستقبل هم أمانة في ايديكم، وبناءً على ذلك، فإن المقاومة والانتصار هما من مسؤوليتكم.”
المصدر: قناة اللؤلؤة