كيفية تحول البحرين الى حصن لحماية إسرائيل و محل لضرب المقامة تكمن في تناقض السلطات البحرينية. تتخذ السلطات في البحرين مواقف متناقضة، فمن جهة ترسل تصريحات ورسائل إيجابية إلى طهران في مسعى لاستعادة العلاقات، ومن جهة أخرى تظل ملتزمة بتحالفها مع القوى الغربية وأساطيلها التي تعمل على مدار الساعة لحماية إسرائيل، بل وتقدم دعمًا كاملاً لهذا التحالف.
بحرين، حصن لحماية إسرائيل و منبر لصد المقاومة!
يمكن الإشارة هنا إلى زيارتين بارزتين: الأولى لوزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، اللورد طارق أحمد، إلى البحرين في 21 أبريل الماضي، والثانية قبل يومين حيث زارت البلاد رئيسة العمليات البحرية بالقوات البحرية الأمريكية، الفريق أول بحري ليزا فرانشيتي.
كان الوزير البريطاني في جولة لعقد محادثات حول التصدي للتهديدات الخطيرة التي تشكلها جماعات تدعمها إيران، وفقًا للبيان الرسمي البريطاني و هذه تعد خطوة مهمة لتحويل البحرين الى حصن لحماية إسرائيل و ضرب المقاومة.
كما زار لورد أحمد مقر القيادة البحرية البريطانية في قاعدة الدعم البحري، التي تقدم من خلالها المملكة المتحدة الدعم لعمليتي “حارس الازدهار” و”بوسيدون آرتشر” ضد اليمن، بالتعاون مع شركاء غربيين. تهدف هاتان العمليتان إلى ضرب اليمن وإفشال تصديه البطولي لإسرائيل وسفنها.
اجتمع لورد أحمد مع مستشار الأمن الوطني ناصر بن حمد، ووزير الخارجية عبداللطيف الزياني، ووزير الداخلية راشد بن عبدالله.
أكد الوزير البريطاني أن “المملكة المتحدة والبحرين والإمارات شركاء مقربون، ولنا دور مهم في المنطقة. علينا العمل معًا بشكل وثيق للتصدي للتهديد الذي يشكله الحوثيون، المدعومون من إيران، في البحر الأحمر”.
في الرابع من يونيو الجاري، استقبل ولي العهد البحريني رئيسة العمليات البحرية بالقوات البحرية الأمريكية، ليزا فرانشيتي، لبحث تعزيز “آفاق التعاون والتنسيق المتبادل ودعم جهود السلام والتنمية في المنطقة”. وفي اليوم التالي، استقبل قائد الجيش خليفة بن أحمد آل خليفة، ليزا فرانشيتي، لبحث التنسيق العملياتي بين البلدين، مع التركيز على اليمن.
خلال مؤتمر صحفي في البحرين، أوضحت فرانشيتي هدف زيارتها قائلة: “نحن نركز على التصدي لإمدادات الحوثيين بالأسلحة الفتاكة”. وأضافت: “لم يكن بإمكان القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية وقيادة الأسطول الخامس تحقيق مهامهم دون الدعم الكبير من الدولة المضيفة، البحرين، وعملنا جنبًا إلى جنب مع قوة دفاع البحرين”.
هذا الانخراط الكامل للبحرين حوّل البلاد إلى مقر رسمي وعملياتي وقاعدة لانطلاق عمليات حماية إسرائيل وضرب محور المقاومة.
توفر البحرين موانئها لدعم القوات الغربية لوجستيًا وأمنيًا خلال عدوانها على اليمن، وتتيح لها مراقبة ومتابعة التحركات التي تقوم بها قوى المقاومة في المنطقة. هذا الانخراط هو من نتائج عملية التطبيع، التي شكلت كارثة استراتيجية للبحرين، رغم أن النظام لا يزال يتوهم إمكانية الاستفادة من هذا التطبيع.
كيف يمكن لنظام حوّل البلاد إلى قاعدة حربية عدوانية ضد محور المقاومة، وعلى رأسه فلسطين، وملأ موانئه بحاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية وربما حتى الإسرائيلية، أن يطلب الصداقة من دول عانت عقودًا من هذه الجيوش؟
المصدر: قناة اللؤلؤة