يشهد موسم عاشوراء في البحرين هذا العام استمرارًا للتدخلات غير المبررة من قبل وزير الداخلية في شعائر وممارسات هذه المناسبة الدينية المقدسة لدى المسلمين الشيعة في البحرين، مما أثار استياءً واسعًا في أوساط الرأي العام المحلي.
عاشوراء في البحرين مهددة من قبل الداخلية!
فقد عقد الوزير مؤخرًا اجتماعًا مع هيئة المواكب الحسينية، أكد خلاله على أن “خطباء ورواديد البحرين أولى بتحمل مسؤولية المنابر والمواكب الحسينية”.
تأتي هذه التصريحات لتُؤكد على إصرار وزارة الداخلية على فرض سيطرتها على مجريات إحياء الشعائر الدينية، ومنع مشاركة الخطباء والرواديد غير البحرينيين دون أي مبرر واضح.
ولم يكتفِ الوزير بذلك، بل شدد على ضرورة “النأي بالمناسبة عن أي تداعيات قد تحدث جرّاء الأحداث التي يشهدها المحيط الإقليمي”، دون أن يقدم أي تفاصيل حول ماهية هذه الأحداث أو علاقتها بموسم عاشوراء. كما لم يوضح الوزير ما هي “مقاصد المناسبة” التي يريد المحافظة عليها من خلال تقييد إحيائها، مما أثار العديد من التساؤلات حول دوافعه الحقيقية.
يُضاف إلى ذلك، استمرار منع السياحة الدينية خلال موسم عاشوراء في البحرين لسنوات متتالية دون تقديم أي مبررات من قبل الوزارة. كما لم يتم تقديم أي تفسير لسياسة منع مشاركة الخطباء والرواديد من خارج البحرين، بينما يُسمح بحرية تامة لمشاركة الفنانين والمغنيين غير البحرينيين في الفعاليات المحلية.
إنّ هذه الإجراءات التضييقية، التي تُفرض بشكل تعسفي ودون أي مبررات منطقية، تُثير العديد من علامات الاستفهام حول مدى احترام السلطات البحرينية للحريات الدينية ومبدأ التسامح.
وتزداد حيرة المواطنين من تناقض هذه الممارسات مع الصورة التي تسعى البحرين للترويج لها كواحة للتسامح الديني والتعددية والتعايش السلمي.
إنّ استمرار تطفلات وزير الداخلية على موسم عاشوراء يُؤكّد على نهج التضييق على الحريات الدينية، ويُطرح أسئلة مشروعة حول دوافع الوزارة الحقيقية من وراء هذه الإجراءات، والتي لا تخدم سوى أجواء التوتر والانقسام بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية.
وعليه، فإنّه بات من الضروري أن تُقدم وزارة الداخلية تفسيرًا واضحًا ومقنعًا لهذه الإجراءات التضييقية، وأن تضع حدًا للتدخلات غير المبررة في شعائر وممارسات موسم عاشوراء، وأن تُؤكّد على احترامها الكامل للحريات الدينية لجميع المواطنين.
المصدر: قناة اللؤلؤة + جمعية الوفاق