معظم علماء أهل السنة يعتبرون صيام يوم عاشوراء مستحباً ويعدونه نوعاً من السنة، وقد ذكروا روايات في هذا الصدد. سنستعرض بعضها في هذه المقالة.
صيام يوم عاشوراء فی التراث الاسلامی
ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ” يكتب: عندما دخل النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) المدينة، رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، ولم يمنعهم النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) من ذلك.
في كتاب “صحيح البخاري”، روي عن عائشة: «أمر رسول الله بصيام يوم عاشوراء حتى فرض صيام رمضان، فقال: من شاء صام ومن شاء أفطر».
في “سنن الدارمي” ورد: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم): «كان قريش يصومون يوم عاشوراء في الجاهلية، فمن أحب منكم أن يصوم فليصم، ومن أحب أن يفطر فليفطر».
وفي كتاب “موطأ مالك بن أنس” ذكر: «قالت عائشة: كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) يصومه في الجاهلية».
وفي كتاب “نيل الأوطار” ورد: «كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) والمسلمون يصومونه حتى فرض صيام رمضان».
بعض علماء الشيعة والسنة يعتقدون أن رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) لم يتبع أي دين آخر حتى قبل بعثته. فمثلاً، في “سنن الترمذي”، روى عن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) أنه قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى».
كما نقل ابن حجر عن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم): «لا تشبهوا باليهود والنصارى».
العديد من علماء أهل السنة نقلوا هذا الحديث عن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم): «صلوا في نعالكم وخالفوا اليهود».
الفخر الرازي، أحد كبار علماء أهل السنة، قال إنه لو كان النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) متعبداً بشريعة موسى أو عيسى قبل بعثته، لكان عليه الرجوع لتلك الشرائع في الحوادث التي كانت تطرأ عليه بعد البعثة، لكنه لم يفعل ذلك.
أبو الحسن البصري يقول: «نبينا وأمته لم يتعبدوا بأي من الشرائع والأديان الأخرى».
ابن عابدين كتب في بداية كتابه “الصلات” أنه يعتقد أن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) لم يتعبد بأي شريعة أخرى، وأن رأي جمهور العلماء كذلك.
بالنظر إلى هذه الروايات من مصادر أهل السنة، كيف يمكن اعتبار النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) تابعاً لليهود في صوم يوم عاشوراء؟
مناوي، أحد كبار علماء أهل السنة، قال: «ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والأدهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين (عليه السلام) وعلامة لبغض أهل البيت (عليهم السلام) ويجب تركها».
بالتالي، وكما يقول مناوي، ليس صيام يوم عاشوراء سنة بل هو بدعة من بدع بني أمية.
المصادر المذكورة في المقالة:
1 – الكامل، ج 7، ص 130.
2 – صحيح البخاري، ج 3، ص 31.
3 – سنن الدارمي، ج 2، ص 22.
4 – موطأ مالك، ج 1، ص 219 و سنن الدارمي، ج 2، ص 23.
5 – نيل الأوطار، ج 4، ص 326.
6 – سنن الترمذي، ج 4، ص 159.
7 – فتح الباري، ابن حجر، ج 11، ص 12.
8 – المعجم الكبير، ج 7، ص 290، حديث 7165. البداية والنهاية، ابن كثير، ج 2، ص 172. المستدرك على الصحيحين، ج 1، ص 260.
9 – المحصول، فخر الرازي: ج 3، ص 263.
10 – المعتمد، أبو الحسين البصري، ص 336.
11 – حاشية رد المحتار، ابن عابدين، ج 1، ص 97