شهدت البحرين على مدار يومين (من 28 إلى 30 مايو) فعاليات مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون أو مهرجان الدانة و الرذالة كما سموه الرواد المنصات التواصل الاجتماعي، وتخلله إعلان نتائج جائزة “الدانة” التي تنافس عليها أكثر من 360 عملاً خليجياً، بإجمالي جوائز بلغ 145 ألف دولار أمريكي.
مهرجان الدانة و الرذالة في المنامة / تنافس للحصول على وسم العار!
ولكن اللافت للنظر في مهرجان الدانة و الرذالة هو غياب أيّة إشارات تضامنية مع القضية الفلسطينية، خاصة مع ما يتعرض له أهالي غزة من ممارسات وحشية على يد قوات الاحتلال الصهيونية.
فقد حضروا في مهرجان الدانة و الرذالة عشرات النجوم والمخرجين والمشاهير، ناهيك عن المتحدثين الرسميين، وكأنهم يعيشون في عالم موازٍ، حيث غابت عن ألسنتهم كلمة “غزة” أو “فلسطين” تماماً.
ولم يجرؤ أيّ منهم على ارتداء الكوفية الفلسطينية أو أيّة إشارة تدل على التضامن مع الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الملابس أو الإكسسوارات.
مهرجان الخيانة للقضية الفلسطينية
ساد الصمت والتجاهل التام للقضية الفلسطينية في مهرجان “الدانة”، الذي أقيم تحت رعاية نظام مطبّع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبدا واضحاً أنّه كان من الأهمية بالنسبة لـ “النجوم” الحاضرين مراعاة مشاعر راعي الحفل، خالد بن حمد آل خليفة، نجل ملك البحرين، على حساب مشاعر أهالي غزة المُنكوبين.
إنّه لمن المخجل حقاً أن يتضامن أكثر من 2000 فنان بريطاني، من بينهم تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وبيتر مولان، وستيف كوغان، وميريام مارغوليس، مع غزة عبر رسالة موحدة، ناهيك عن تعاطف نجوم أمريكيين وأوروبيين من هوليوود، وشخصيات إعلامية بارزة مثل الكوميدي الأمريكي اليهودي جون ستيوارت، بينما يلتزم “نجوم” و”مشاهير” عرب الصمت تجاه هذه المأساة.
ضحك و تصفيق و تجاهل مجزرة رفح!
أتى مهرجان الدانة و الرذالة ليُلقي بظلاله القاتمة على مجزرة رفح البشعة، حيث اصطفّ “نجوم” المهرجان مع حكومة مطبعة مع إسرائيل، متجاهلين صرخات أهالي غزة المُحاصرين، فداءً للمال ومجاملة سياسية رخيصة.
فبينما كان العالم يتابع بِفَزعٍ وحزنٍ مجازر الاحتلال الإسرائيلي، اختار “مشاهير” العرب الصمت والتجاهل، مُنطفئةً مشاعرهم الإنسانية تجاه أبناء جلدتهم.
مشاهير العرب الخونة و مشاهير الغربيين البطلة!
ولم يجد بعض المغردين من دول الخليج بُداً من التعبير عن “احتقارهم” لموقف هؤلاء “النجوم”، رافضين أيّ مبررٍ لصمتهم المُخجل.
ففي مقابل تضامن بطل العالم لسباقات الفورمولا 1، البريطاني لويس هاميلتون، مع أهالي غزة، مُطالباً بوقف الحرب، اختار “نجوم” عرب مسلمين الصمت، مُفضلين الحفاظ على مصالحهم على حساب دماء أطفال غزة.
ولم يقتصر الفشل على نجوم المهرجان، بل شمل معظم نجوم العرب من رياضيين وفنانين، ممن صمّت آذانهم عن معاناة أهالي غزة، مثل اللاعب المصري محمد صلاح، والفنانين كاظم الساهر وعمرو دياب، وغيرهم.
حملات تدعوا لحظر الصامتين عن الابادة في غزة
وبدأت حملة “احظروهم 2024” “#BLOCKOUT2024” على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظر حسابات المشاهير الصامتين عن حرب الإبادة في غزة.
238 يوماً من الحصار والموت والدمار في غزة لم تكن كافية لتحريك ضمير “المشاهير” والمؤثرين، لاتخاذ موقفٍ ضدّ هذه الجرائم، أو حتى التعبير عن تضامنهم مع الضحايا.
فاختار أغلبهم الصمت والتخاذل، ليُصبح مهرجان الدانة رمزاً لِفقدان الإنسانية، باهتاً بعيداً عن التعاطف الذي أظهره بعض نجوم الغرب وطلاب جامعاته.
المصدر: قناة اللؤلؤة