يوم القدس العالمي في البحرين يمثل وقتًا حافلاً بالدلالات والرموز، حيث يبرز وعي الشعب البحريني بالقضية الفلسطينية وثورته المستمرة ضد الظلم والاحتلال. يتجلى هذا الوعي في تظاهرات يوم القدس التي يشارك فيها الشباب والكبار بحماس وإصرار، مع تحديات القمع والاعتقالات التي تواجههم. تعتبر هذه المظاهرات فعالية تعبيرية عن تضامن البحرين مع الشعب الفلسطيني وموقفها الرافض للظلم والاحتلال.
يوم القدس العالمي في البحرين منذ البداية
منذ دعوة الإمام الخميني (رض) لإحياء يوم القدس العالمي، كان للمناسبة أثرٌ كبير في نفوس البحرينيين، حيث شكلت فعاليةً سنويةً تجمع شتى التيارات السياسية والثقافية والدينية في البحرين. ومع تطور الأحداث والتحولات الإقليمية، استمرت المشاركة في يوم القدس العالمي في البحرين في تعزيز قيم العدالة والمقاومة ضد الظلم والاستبداد.
تواجه المظاهرات التي تنظم في يوم القدس العالمي في البحرين تحديات عديدة، بما في ذلك قمع السلطات واعتقال المشاركين، إلا أن هذه التضحيات تعكس إصرار الشعب البحريني على دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب إخوتهم في فلسطين. تمثل هذه المظاهرات رسالة قوية للعالم بأن البحرين تقف إلى جانب الحق والعدالة وتدين الظلم والاحتلال.
على الرغم من التحديات، الشعب يعبر عن تضمانه مع فلسطين
في ظل التحديات والضغوطات، تظل البحرين تعبر عن تضامنها القوي مع الشعب الفلسطيني من خلال تنظيم يوم القدس العالمي. هذه المظاهرات تعكس التزام البحرين بقيم العدالة والحرية وتأكيد رفضها لأي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.
مع كل عام يعاود يوم القدس العالمي، تثبت البحرين وقوفها الراسخ إلى جانب القضية الفلسطينية بتحية الإمام الخميني (رض) الذي دعا لهذه المناسبة الشامخة. للبحرين، هذا اليوم ليس مجرد إحياء تقليدي، بل هو مظهر من مظاهر التضامن الثوري الذي يتغذى من جذورها في الوعي الوطني والإنساني.
لكن، في الظلمات السياسية والميدانية التي تغمر المنطقة، يبرز واقع مؤلم يتمثل في تواطؤ النظام البحريني – وأنظمة الخليج بشكل عام – مع الكيان الإسرائيلي في عدوانه على غزة وانتهاكاته المستمرة للشعب الفلسطيني.
كل التيارات البحرينية تتحد في رفضها للكيان الصهيوني
تقف التيارات المتنوعة في البحرين – الناصرية واليسارية والإسلامية – متحدة في هذا اليوم الذي يعبر عن رفضها القاطع للظلم الإسرائيلي واحتلاله الغاشم.
في تظاهرات يوم القدس العالمي، يخرج البحرينيون بمظاهراتهم رغم القمع الذي يلاحقهم أمنياً ويعتقلهم في معظم الأحيان. ولكن هذا القمع لم يثنِّ النشطاء عن مواصلة تأكيد وقوفهم الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني.
كان البحرينيون يقدمون الدعم للمقاومة الفلسطينية بالتبرعات في الماضي، لكن التوقيع على “اتفاقية أوسلو” قلب الطاولة على هذه العلاقة، ووُصِف الدعم بأنه “داعم للإرهاب”، وتزايد الضغوط على المشاركة في فعاليات يوم القدس.
محمد جمعة الشاخوري، رمز و الوعي الثوري
في أبريل 2002، وُقع الشاب محمد جمعة الشاخوري خلال مسيرة رافضة لدعوة السفير الأميركي في المنامة بتنظيم وقفة حداد على الجنود الصهاينة الذين قضوا بسبب الانتفاضة الفلسطينية، وهو موقف يجسّد الوعي الثوري والتمسك بالقضية الفلسطينية.
مع إعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني، برزت علاقات مشبوهة مع العدو، ولكن في الوقت نفسه، ازدادت تيارات المعارضة في البحرين قوة وثباتًا في رفضها للتطبيع.
رغم التحديات التي تخلقها الحكام الخونة، المظاهرات مستمرة
وعلى الرغم من التضييق والقمع، تستمر التظاهرات وتتصاعد مواقف القادة البحرينيين وعلمائها الداعمة لفلسطين، بقيادة آية الله قاسم، في مواجهة سياسات التطبيع والظلم.
بالتالي، فإن يوم القدس العالمي في البحرين ليس مجرد تظاهرة تقليدية، بل هو تعبير حقيقي عن التضامن الثوري العميق مع قضية فلسطين، وهو رسالة واضحة بأن أصوات النضال والمقاومة لن تس
كت أمام الظلم والاحتلال، وستظل تصدح في وجه كل من يسعى لتطبيع علاقاته مع العدو الصهيوني.
المصدر: قناة اللؤلؤة