في السنوات الماضية، عندما لم يكن وضع الحياة في البحرين على هذا النحو، اعتاد الناس على سماع خطاب خاص للملك في العقد الأخير من شهر رمضان، لكن هذا العام لا يوجد أي خبر عنه. بينما البحرين في حالة من الاضطراب، وتستمر احتجاجات الناس لإلغاء اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل والإفراج عن السجناء السياسيين، التزم الملك الصمت.
هل يتناسب وضع الحياة في البحرين مع الاحتفال باليوم العالمي للضمير؟
في 5 أبريل، أقامت وزارة الخارجية في مدينة جنيف بسويسرا احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي للضمير. هذا التناقض الواضح بين وضع الحياة في البحرين وما تعرضه آلة الدعاية الحكومية في الخارج واضح للعيان.
اليوم في المنامة، تسود قوة بلا ضمير. ما تحتاجه البلاد هو إحياء الضمير الغائب في السلطة، وهو الضمير الذي اختفى بغياب الملك وهروبه من مطالب الشعب، مما أدى إلى وضع الحياة في البحرين إلى حد تلاشى فيه آمال الناس.
الحكومة لاتفي بوعدها
مع حلول شهر رمضان الحالي، تجددت الأزمة مع إخلال وزارة الداخلية بجميع تعهداتها تجاه السجناء السياسيين. حيث قام هؤلاء السجناء في أغسطس من العام الماضي بأكبر إضراب في تاريخ السجن، ولم ينهوا إضرابهم إلا بعد اتفاق وتعهدات من وزارة الداخلية. لكن الأزمة تفجرت مرة أخرى في شهر رمضان مع استشهاد حسين خليل إثر إهمال طبي فادح في السجن.
أمس، وردت أنباء عن “جرأة” عدد من أعضاء مجلس النواب في إرسال خطاب إلى رئيس المجلس للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين، لكن لم يحدث شيء حتى الآن، ولم يرد الملك بأي رد على الرغم من بقاء يومين أو ثلاثة فقط على عيد الفطر.
لماذا لم يفرج الملك عن السجناء السياسيين بعد 13 عامًا؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه في أذهان العديد من الناس وسط الأزمة الحالية في البحرين. لماذا يصر على استمرار هذه الأزمة ويحتجز أكثر من ألف سجين سياسي في زنازين ضيقة ومظلمة؟ هل يستمتع باليأس والإحباط الشامل في البلاد، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي؟
اليأس في بحرين
اليأس يزداد في البحرين بشكل كبير. لقد غرقت البلاد في مستنقع الديون، ومستقبلها الاقتصادي غامض ومظلم. لا يزال الناس يواجهون العديد من المطالب السياسية والإنسانية، أهمها حرية وسلامة السجناء السياسيين.
لقد سئم الناس من اليأس من الوصول إلى فرص عادلة في مجالات مختلفة مثل العمل والمنح الدراسية والتعليم الجامعي والوظائف وحتى المناقصات. إنهم يعانون من عدم وجود حقوق سياسية للمشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي، وكذلك من فقدان مجلس تشريعي بصلاحيات كاملة.
يرغب العديد من البحرينيين في وقف تدهور مستوى المعيشة. أصبحت الأسعار المرتفعة وسيطرة الرعايا الأجانب على معظم القطاعات الاقتصادية والبطالة وانخفاض الرواتب من دغدغات الناس اليومية. على الرغم من كل هذه المشاكل، لا يزال الملك والحكومة غير مبالين، وكأنهم لا يسمعون ألم ومعاناة الشعب.
السجون تكتض من السجناء
بالعودة إلى موضوع السجناء، نلاحظ أن مئات الشباب البحرينيين يقضون شهر رمضان الثالث عشر في سجن جو. بينما تعجز الفصائل السياسية عن تقديم حلول سياسية، لا يملك الملك سوى سوط العذاب الذي يهديه للشعب كل عام في شهر رمضان.
ينتهي شهر رمضان هذا العام أيضًا. غرقت البحرين في الصمت والهدوء، وكأن صرخات الناس تضيع في الفراغ. لا توجد أي إجراءات إيجابية من قبل الحكومة، لا في مجال إلغاء اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولا في مجال الحقوق السياسية، ولا في مجال معيشة الناس. قرر الملك التنصل من أي مسؤولية والتفكير في احتفالات العيد.
المصدر: قناة اللؤلؤة