فقدان الثقة بالحليف الأمريكي في اتجاهات بحرين في سياساتها الخارجية كان أهم موضوع أشار اليه أرييه ليتستون، المبعوث الأمريكي الخاص السابق للتطبيع الاقتصادي في مقابلة مع قناة “أن تي دي” التلفزيونية يوم الجمعة 24 مايو 2024، بأن “البحرين، مثل بقية حلفاء الولايات المتحدة، مرتبكة وغير متأكدة من السياسة الخارجية الأمريكية، ولا تؤمن بتعهد الولايات المتحدة بالدفاع عنها”.
فقدان الثقة بالحليف الأمريكي
تكشف هذه التصريحات المقلقة المخاوف العميقة للبحرين بشأن موثوقية الولايات المتحدة كحليف أمني. وتشعر البحرين، الواقعة على حدود إيران، قوة إقليمية ذات نفوذ متزايد، أنها لا تستطيع الاعتماد على الدعم الأمريكي الحازم في حال نشوب توتر.
البحث عن بديل
يشير ليتستون أيضًا إلى طلب ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، للمساعدة من روسيا لتحسين العلاقات مع إيران. ويرى ليتستون في ذلك “دليلًا آخر على فقدان الثقة بالحليف الأمريكي و فقدان الولايات المتحدة لنفوذها الكبير في المنطقة”. ويضيف: “تتطلع دول المنطقة الآن إلى بدائل أخرى، وتسعى لتحقيق مصالحها مع روسيا والصين، لأن الاعتماد على المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة لم يعد موثوقًا به”.
تحول جيوسياسي
يقدم هذا التحليل الدقيق لمحة عن التحول الكبير في ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة، التي كانت تُعتبر ذات يوم الهيمنة المطلقة في هذه المنطقة، تشهد الآن تآكل نفوذها لصالح قوى ناشئة مثل روسيا والصين.
عوامل متعددة لعدم الثقة
تلعب العديد من العوامل دورًا في هذا الشك المتزايد تجاه الولايات المتحدة. لقد أدت السياسات الخارجية المتناقضة وغير المتوقعة للإدارات الأمريكية الأخيرة إلى إرباك وإحباط حلفاء الولايات المتحدة التقليديين. وعلاوة على ذلك، أدى التركيز المتزايد للولايات المتحدة على الشؤون الداخلية وإهمال التزاماتها تجاه حلفائها إلى خلق تصور في المنطقة بأن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به.
ملء الفراغ
في غضون ذلك، تتخذ روسيا والصين نهجًا أكثر نشاطًا وانتهازية لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة في المنطقة. تسعى الدولتان، من خلال تقديم تعهدات أمنية واقتصادية جذابة، إلى كسب ودول الشرق الأوسط وتوسيع نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية.
جرس إنذار
و تابع ليتستون على أن يُعدّ فقدان الثقة بالحليف الأمريكي بمثابة جرس إنذار خطير لأمريكا وغيرها من الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة. تُظهر هذه التطورات أنه يتعين على الولايات المتحدة مراجعة سياساتها الخارجية بشكل جذري وإثبات التزاماتها تجاه حلفائها بشكل أكثر حزمًا للحفاظ على مكانتها كقوة عالمية. وإلا، فستشهد استمرار تآكل نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وظهور قوى جديدة.
عواقب وخيمة بالنسبة لأمريكا
- تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بين إيران والدول العربية.
- تعزيز مكانة روسيا والصين كقوى إقليمية.
- زيادة عزلة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
- الخسائر الاقتصادية للشركات الأمريكية العاملة في المنطقة.
المصدر: قناة اللؤلؤة