قال خطيب صلاة الجمعة في البحرين، العلامة الشيخ محمد صنقور، ان أحد أهمّ نتائج الحرب الظالمة على غزّة، هو إحداثُها وعياً وصحوةً وفهمًا للواقع الكاذب للغرب، الذي يزعمُ رعاية حقوق الإنسان والدفاع عنها في العالم. اليكم التفاصيل على موقع لؤلؤة الاخباري.
أشار ايضاً أنّ كلّ من يمتلك بصيرة اصبح يعلم بأن الغرب الكاذب لا يزال، ولن يتوقف، عن أن يكون مصدر شقاء الإنسان على امتداد العالم. وأظهرت التطورات أن دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني المحتل، والجرائم البشعة والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك أطفاله ونسائه ومدنييه، يعتبر مؤشّرًا صارخًا لطبيعة واقعه المظلم ولسياسته المستمرة تجاه الشعوب المستضعفة في جميع أنحاء العالم.
في خطبة الجمعة الموافقة للثاني من فبراير ٢٠٢٤، في جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بمنطقة الدراز، أكد سماحة الشيخ محمد صنقور أن الغرب الكاذب هو الجهة التي تستهدف أطفال غزة ونسائها، وترتكب المجازر الفظيعة والمروعة. يُظهر الغرب الكاذب دعمًا للكيان الغاصب بتوفير السلاح والعتاد والإمدادات، مما يمكّنه من تحقيق التفوق بقوته العسكرية ويشارك في تنفيذ برامج تهدف إلى تعزيز نفوذه. كما يعمل بجد لضمان إفلات الكيان من العقوبة والإدانة، ويستخدم آلته الإعلامية الهائلة لتحسين صورة الاحتلال وتصويره كضحية تسعى لنشر السلام وترفض الإرهاب.
ورأى الشيخ صنقور أن دعم عصابة نازية وتنظيم محتل متوحش لا يعرف معنى الإنسانية، بأحدث الأسلحة المحرمة ليبيد بها الناس الأبرياء، ويدمر بيوتهم ومدارسهم، المستشفيات والملاجئ ومساندتها في حصار المظلومين والجياع والمحرومين، يكشف ان الداعم والمتلقي للدعم هما وجهين لعملة واحدة، يعملان جنبا الى جنب ضد الانسانية.
كما اضاف إلى أن ما أسفرت عنه الحرب على غزة يكشف عن حجم التضليل الفاحش الذي قام به الغرب الكاذب تجاه شعوبه وشعوب العالم. ولذا، اصبح من المبرهن ان الثقة في الغرب لا يصب في مصلحة اللأفراد أو المؤسسات أو الجهات التي تحرص على مصالحها وهويتها وقيمها، ولا ينبغي لها الاطمئنان إلى مقاصده ونواياه، أو المشاركة في مشاريعه.
أشار الشيخ ايضاً إلى أن الشخص العاقل، عندما يكتشف أحداً يتبنى سلوكًا عدوانيًا تجاه الآخرين ويتورط في شؤون معينة بطرق ملتوية غير انسانية، يصعب عليه الاعتماد على بقية برامجه وشعاراته وعهوده، وإلا كان يخاطر بمصالحه. هذا ينطبق في حالة إعلانه لعدوانه وتورّطه المحدود في شأن معين. وإذا كان تاريخه مليئًا بالظلم والعدوان والمكر والغش، وكان لديه تأثير على مستوى العالم، فإن الثقة به يُعتبر جريمة لا يُبررها التاريخ. وهكذا يتصرّف الغرب في استبداده تجاه الشعوب المستضعفة،
وفي ابادته لشعوب كالهنود الحمر، واستعماره لبلدانهم في أفريقيا وآسيا، ونهبه لثرواتهم، وتخطيطه لضمان استمرار هيمنته ونفوذه على قراراتهم وثرواتهم. إذ تكون مشاريعه التعليمية وبرامجه الاقتصادية ووسائل إعلامه وشعاراته وعلاقاته وعهوده جميعها تهدف إلى توسيع نطاق هيمنته وضمان استمرار سيطرته على موارد العالم وفكره وطاقته.
اضاف الشيخ محمد صنقور: أن الغرب في هذه الحالات يعتمد على فقدان الناس للذاكرة القصيرة، ويعتقد أن هذه الفترة ستمضي وتُنسى. وفي تلك اللحظة، يعود ليدّعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان والحريات، ومحارب للفساد، وداعم للشفافية والإعلام الحر. يسعى من خلال التستر بتلك الشعارات الملغمة والأدوار المشبوهة إلى تمرير مشاريعه الخبيثة، التي تهدف الى تعزيز نفوذه وهيمنته على مقدرات العالم.
الشيخ محمد صنقور يناشد الامة العربية والاسلامية
ناشد الشيخ محمد صنقور الدول العربية والإسلامية، سواء كانت شعوبًا أو حكوماتٍ، لاتخاذ إجراءات حازمة وضاغطة لتأمين إدخال مساعدات إنسانية فعّالة وكافية لسكان قطاع غزة.
كما أكد على أن التردد في هذا الشأن لم يعد لائقاً، بينما تستمر إسرائيل وداعموها في فرض حصار خانق على القطاع وحرمان السكان من أبسط مقوّمات الحياة. وصلت درجة القسوة والوقاحة إلى حد أنهم يمنعون وكالة غوث اللاجئين من تقديم المساعدات البسيطة بذرائع كاذبة. وفي نهاية المطاف، يواجه أطفال غزة الذين أصيبوا بفعل الأحداث الحربية مصيرًا مأساويًا يتمثل في الموت جوعًا، والتعرض للبرد والأمراض. ويتسارع الخطر نحو انتشار الأوبئة بسبب استخدام المياه الملوثة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المصدر: قناة لؤلؤة