الشهيد مهند العسود/ في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، تزداد حدة التوتر في الضفة الغربية، حيث تنذر الأوضاع الأمنية بانفجار وشيك في وجه الكيان الصهيوني. من بين الأبطال الذين جسدوا هذا الغضب المتصاعد كان الشهيد مهند محمد محمود العسود، الذي أصبح رمزًا للمقاومة الفلسطينية من خلال عملية استشهادية نفذها في الخليل.
1. الشهيد مهند العسود؛ من العودة إلى فلسطين إلى تنفيذ عملية استشهادية
مهند محمد محمود العسود، الذي كان يبلغ من العمر 34 عامًا عند استشهاده، نشأ في الأردن بعد أن هاجرت أسرته من فلسطين في التسعينيات. كانت عودته إلى الأراضي المحتلة في عام 1998 تعبيرًا عن رغبة عميقة في العودة إلى الجذور والمشاركة في الدفاع عن الأرض الفلسطينية.
التحق العسودة بعد عودته بالسلطة الفلسطينية وعمل كقوة أمنية في الحرس الرئاسي، حيث كان جزءًا من المنظومة الأمنية التي أسستها السلطة بهدف الحفاظ على الأمن في الضفة الغربية.
2. الاستياء من السلطة الفلسطينية وتعاونها مع الكيان الصهيوني
لم تكن مسيرة العسود داخل السلطة الفلسطينية طويلة؛ فقد استقال من منصبه في عام 2015 بعد شعوره بخيبة أمل من توجهات السلطة وسياساتها. تشير تقارير عديدة إلى أن استقالته جاءت نتيجة استياء متزايد من التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وهو تعاون لطالما كان موضوع جدل وانتقاد واسع بين صفوف الشعب الفلسطيني.
كانت هذه الاستقالة بمثابة رفض علني للنهج الذي اتبعته القيادة الفلسطينية، والذي تحول في نظر كثيرين إلى وسيلة لخدمة مصالح الاحتلال على حساب تطلعات الشعب الفلسطيني.
3. العملية الاستشهادية: رسالة قوية للاحتلال
في ظل هذه الخلفية، قرر العسودة الرد بطريقته الخاصة. نفذ عملية استشهادية في منطقة ترقوميا بالخليل، استهدفت جنودًا إسرائيليين، ونجح في قتل ثلاثة منهم. وُصفت هذه العملية بأنها فريدة من نوعها، ليس فقط بسبب ما حققته من خسائر في صفوف الاحتلال، بل لأنها عكست حجم الغضب الشعبي المتزايد ضد السياسات الإسرائيلية وتعاون السلطة الفلسطينية مع الاحتلال.
4. انعكاسات العملية على المشهد الفلسطيني
لم تكن عملية الشهيد مهند العسود مجرد حادثة معزولة، بل كانت جزءًا من سلسلة من الأحداث التي تؤكد على أن الضفة الغربية تشهد حالة من الغليان يمكن أن تتفجر في أي لحظة. مع استمرار العدوان على غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، يبدو أن الأوضاع في الضفة الغربية باتت جاهزة للانفجار.
تشير التقارير إلى أن تزايد العنف الإسرائيلي والمجازر المرتكبة ضد المدنيين في غزة، خاصة النساء والأطفال، يفاقم من غضب الشارع الفلسطيني ويدفعه نحو مزيد من المواجهة.
العملية التي نفذها العسودة لم تكن مجرد رد فعل فردي، بل هي تعبير عن حالة الغضب العامة التي تتصاعد في الضفة الغربية. وإذا لم يتوقف الاحتلال عن مجازره في غزة، فإن الوضع الأمني في الضفة الغربية سيخرج عن السيطرة، مما ينذر بموجة جديدة من العمليات الاستشهادية والمواجهات العنيفة التي قد تهز أركان الكيان الصهيوني.
5. تصاعد الغضب الفلسطيني ومخاوف الاحتلال
تُعد عملية الشهيد مهند العسود مؤشرًا واضحًا على أن الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية، لن يقف مكتوف الأيدي أمام الجرائم الإسرائيلية. إن استمرار القمع والقتل في غزة سيؤدي بلا شك إلى تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، حيث بات الفلسطينيون يرون في المقاومة المسلحة سبيلًا للدفاع عن وجودهم ومواجهة الاحتلال.
وفي هذا السياق، تتعالى التحذيرات من أن الأوضاع في الضفة الغربية قد تتفجر في أي لحظة، وأن أي محاولة للتهدئة لن تكون مجدية إلا بوقف فوري للمجازر الإسرائيلية في غزة.
بهذا، يبقى الشهيد مهند العسود رمزًا لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، حيث لا تزال المقاومة هي الخيار الوحيد أمام شعب يواجه أبشع أنواع الاحتلال والاضطهاد.
المصدر: قناة اللؤلؤة