تحول كلام الملك حول عودة العلاقات البحرينية الايرانية اثناء زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، الأخيرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو إلى عنوان رئيسي في عناوين الأخبار العالمية، حيث سلطت الضوء على التحول الجوهري في سياسة البحرين الخارجية تجاه جارتها القوية إيران.
تمثلت تصريحات ملك البحرين، التي أشارت إلى رغبة في تغيير السياسة الخارجية للبحرين و عودة العلاقات البحرينية الايرانية والتأكيد على العلاقات الودية بين شعبي البلدين، نقطة تحول مهمة في النهج التقليدي للبحرين تجاه جارتها.
عودة العلاقات البحرينية الايرانية
لفهم هذا التحول بشكل أفضل، لا بد من التركيز على عاملين رئيسيين:
الضغوط الداخلية المتزايدة
في السنوات الأخيرة، واجهت البحرين احتجاجات واسعة النطاق من قبل غالبية الشيعة في البلاد. هذه الاحتجاجات، التي تعود جذورها إلى التمييز وعدم المساواة، تشكل تحديًا خطيرًا لاستقرار وأمن البحرين الداخلي.
يُدرك ملك البحرين جيدًا أن حل هذه المعضلة يتطلب نهجًا شاملًا قائمًا على الحوار. يمكن أن يساعد تغيير السياسة الخارجية للبحرين و عودة العلاقات البحرينية الايرانية في تخفيف حدة التوتر الطائفي وخلق مساحة للحوار البناء بين الشيعة والسنة في البحرين.
الضغوط الدولية
أعرب المجتمع الدولي أيضًا عن قلقه المتزايد بشأن حالة حقوق الإنسان في البحرين. تعرضت البحرين لانتقادات شديدة بسبب قمعها للمحتجين وانتهاكها لحرية التعبير والقيود المفروضة على المجتمع المدني. يمكن النظر إلى تغيير السياسة الخارجية للبحرين و عودة العلاقات البحرينية الايرانية كخطوة إيجابية نحو تحسين صورتها الدولية وتقليل الضغوط الخارجية.
التطورات الإقليمية
لعبت التطورات الإقليمية والعالمية أيضًا دورًا في تغيير نهج البحرين. أدت القوة المتزايدة لإيران في المنطقة والعالم إلى قناعة البحرين بأن الصراع مع هذه الدولة ليس فقط بلا فائدة، بل يمكن أن يكون له عواقب سلبية.
من ناحية أخرى، وضعت التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران البحرين في موقف صعب. حيث تستضيف البحرين الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، ولا ترغب في أن تجد نفسها في مأزق بين قوتين عظميين.
مع الأخذ في الاعتبار هذه العوامل، يمكن القول إن تغيير السياسة الخارجية للبحرين نحو الواقعية والسلمية أمر لا مفر منه. لقد أدرك ملك البحرين بشكل صحيح أن استمرار السياسات السابقة لا يخدم المصالح الوطنية للبحرين فحسب، بل يمكن أن يعرض للخطر استقرارها وأمنها.
يمكن أن يوفر تطبيع العلاقات مع إيران وتحسين العلاقات مع الجيران الآخرين فرصًا جديدة للتنمية الاقتصادية ورفاهية شعب البحرين.
ومع ذلك، لن يكون هذا التحول في النهج خاليًا من التحديات. حيث يعارض البعض في الداخل والخارج تطبيع العلاقات مع إيران، ويرون في ذلك استسلامًا للغريم الإقليمي. كما قد تشعر بعض الدول العربية الداعمة للبحرين بالاستياء من هذا التحول.
على الرغم من هذه التحديات، يبدو أن ملك البحرين عازمًا على المضي قدمًا في مساره الجديد. إنه يدرك تمامًا أن استقرار وأمن البحرين وتنميتها المستدامة تعتمد على السلام وحسن الجوار مع جيرانه، خاصة إيران.
المصدر: اللؤلؤة