أثر حكم الملك حمد يمثل موضوعًا يثير الكثير من الاهتمام والتحليل في البحرين وخارجها على حد سواء. يتناول هذا المقال نظرة نقدية لـ أثر حكم الملك حمد بعد مرور ربع قرن من حكمه على البلاد. سنقوم بتحليل التحديات التي مرت بها البحرين خلال هذه الفترة، وسنسلط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا العهد الملكي.

أثر حكم الملك حمد على الحقوق الإنسانية والديمقراطية في البحرين

في اليوم الموافق لـ 6 مارس 2024، احتفل الملك بمرور 25 عامًا على توليه مقاليد الحكم. خلال هذا الحدث، ألقى الملك كلمة أمام أبنائه وأحفاده، بالإضافة إلى شقيقه محمد وصديقه وزير الديوان الملكي.

للبحرينيين، يمكن وصف الفترة منذ 6 مارس 1999 حتى 6 مارس 2024 بأنها فترة مميزة تحمل في طياتها مختلف التحديات والتغيرات. وما يميز “الفضيّ اللامع” في هذا العهد هو السعي المستمر نحو الاستبداد في مختلف المجالات.

يظل من الضروري التأكيد على أن هذه الذكرى تشمل أيضًا التحديات والصعوبات التي مر بها الشعب البحريني خلال هذه الفترة. فقد شهدت البحرين تغييرات سياسية واجتماعية هامة، مما أثر على حياة المواطنين و جعل أثر حكم الملك حمد من أسوأ الأثار التي تركوها الحكام في المنطقة على شعوبهم.

بالفعل، يمكن وصف هذه الفترة بأن الحكومة جرّدت حقوق المواطنين، حيث تم تقييد حرية التعبير ومنع المشاركة الفعّالة في الحياة السياسية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الشعب، إلا أن هناك عدم ارادة لتوزيع السلطة وقلة في فرص المشاركة الحقيقية للمواطنين.

منذ تولي الحكم في 6 مارس 1999، شهدت البحرين حالات انتهاكات لحقوق الإنسان، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تحقيق تطورات فعالة ومستدامة تضمن استقرار البلاد ورفاهيتها.

خلال الستة عقود التي سبقت توليه للحكم، شهدت البحرين حالات وفاة تحت ظروف مريعة، سواء بسبب إطلاق النار أو التعذيب على يد أجهزة الأمن أقل بكثير مما شهدته في فترة توليه للحكم. وما يُلفت الانتباه أكثر هو أن عدد الضحايا الذين سقطوا بسبب استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع منذ اندلاع انتفاضة اللؤلؤة في منتصف مارس 2011 تفوق بكثير عدد الضحايا الذين سجلتهم البحرين طوال 35 عاماً من حكم الجلاد البريطاني إيان هندرسون كقائد لجهاز الأمن في البحرين.

وأضاف الملك إلى هذه الصورة المأساوية تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعارضين السياسيين، حيث أصدرت المحاكم في البحرين أحكاما بالإعدام ضد 51 شخصا منذ 2011، وقامت السلطات بتنفيذ الإعدام بحق ستة منهم بعد انتهاء الوقف الفعلي لتنفيذ الإعدامات في 2017 حتى يونيو 2022.

كل هذه الأحداث والمآسي تلقَّى بظلالها على حياة البحرينيين خلال الفترة الممتدة من 6 مارس 1999 حتى 6 مارس 2024، مما يجعل من الصعب تصوُّر هذه الفترة إلا بألوان الحزن والمأساة، وما أسفرت عنه من انحدار في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتفاقم الظلم والقهر، والانحياز للمصالح الضيقة على حساب الشعب وأمانته.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version